للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وكتاب الأصول ولفروع (مخطوط) وهو صورة مختصرة من الفصل. وفي المنطق: كتاب التقريب، وفي الأنساب والأخبار: كتاب الجمهرة وجوامع السيرة، وفي الأدب: طوق الحمامة وقطعة من ديوانه. كما وصلتنا له رسائل كثيرة من أهمها رسالته في مراتب العلوم ورسالة في مداواة النفوس ورسالة في فصل الأندلس ورسالة التلخيص لوجوه التخليص وغيرها.

شخصيته وأخلاقه:

كان ابن حزم ذكيا سريع الحفظ واسع الاطلاع متفانيا في طلب العلم ونشره. وكان في شخصه متواضعا عاملا بعلمه زاهدا في الدنيا متدينا كريم النفس، وقد اتهمه ابن حيان بأنه يجهل " سياسة العلم " لحدة فيه وشدة عارضته في الرد على الخصوم، وعدم الاعتماد على التلميح والتعريض والأناة في التوجيه، وربما كان بعض ما يشوب هجماته من مرارة راجعا إلى فيض عاطفي أصيل احتبسه التدين في نفسه، حتى أننا لنسمعه يقول: أن من مات في ساعة الوداع في ساعة الوداع كان معذورا (١) ، ولما نعي إليه من يحب فر إلى المقابر. ولما ماتت جارية كان يحبها مكث اشهرا والحزن عليه غالب، وصرح بظمأ دائم إلى الألفة والمحبة فقال انه لم يرو من ماء الوصل قط. هذا إلى أن تربيته الأولى بين الجواري قد غرست في نفسه سوء الظن بالعلاقات بين الرجال والنساء وع غيرة شديدة وجدت في طبعه. وكان أصدقاؤه يتهمونه بأنه مذل بالأسرار لا يكاد يحفظ سرا، غير ان ذلك لم ينقض فيه خلتين لازمتاه طوال حياته وهما: الوفاء وعزة النفس، وهذه الثانية هي التي منحته صلابة عجيبة في مواقفه من الآراء ومن حكام عصره. وقد طبع كذلك على التأني والتربص


(١) الطوق: ٨٨

<<  <   >  >>