للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

شعره:

كان يقول الشعر بسرعة على البديهة ولذلك كثر شعره، وجمعه تلميذه الحميدي على حروف المعجم. ولم يصلنا منه إلا قطعة صغيرة وإلا اشعاره في الطوق وبعض متفرقات منه في شرح الشريشي على المقامات وفي الغيث المنسجم للصفدي وما اشبه، وفي الكتب التي اوردت له ترجمة. وقد رأى له ابن الابار شعرا في رثاء أبي محمد جابر المعروف بالعطار وكان محدثا على مذهب أهل الظاهر (١) . وبعض شعره قاله قبل بلوغ الحلم، وأكثر ما نظمه دون العشرين إنما كان تغزلا ثم رثاء لجاريته " نعم " التي فقدها فحزن على فقدها. وكان إخوانه يسومونه القول في ما يعرض لهم على طرائقهم ومذاهبهم فيقول ما يناسب حالهم ومقصودهم، وكان أحيانا يصنع الشعر بتكليف فقد كلفته إحدى كرائم المظفر ان يصنع لها اغنية لتلحنها ففعل (٢) . ولم يكن له وقت معين لقول الشعر فأحيانا يقول شعرا وهو نائم ويختار أحيانا أخرى ان ينظم بع صلاة الصبح (٣) ، وكان بينه وبين ابن عمه أبي المغيرة مراسلات بالشعر وبينه وبين ابن شهيد مقارضات شعرية أيضا، وله مدح في هشام المعتد (٤) .

وقد حال بين ابن حزم وبين التجويد الشعري أمور كثيرة منها:

١ - كثاره من القول على البديهة.

٢ - دم إيمانه بقيمة الشعر في باب العلوم المقربة من الله تعالى.

٣ - دم تدقيقه في اختيار الألفاظ ذات الموقع الجميل في النفس.


(١) التكملة: ٢٤٧
(٢) الطوق: ١١٤
(٣) الطوق: ١٠٨، ١٤٦
(٤) الطوق: ٧٧

<<  <   >  >>