٤ - اعتقاده أن الشعر ميدان يصلح لكل موضوع.
٥ - استبحاره في الفقه والجدل والحديث وغلبة طرائقه في هذه العلوم على الشعر.
ولذلك قل التعبير الجميل في شعره، وإن كان شعرا زاخرا بالمعاني، وكثرت المؤثرات الثقافية والإشارات إلى العلوم والعقائد والتعليلات والبناء الجدلي وأثر الفقه الظاهري واستعمال الألفاظ المتصلة بكل ذلك، فمن أمثلة ذلك قوله:
كذب المدعي هوى اثنين حتما ... مثلما في الأصول أكذب ماني وقوله:
فآثرت أن يبقى وداد وينمحي ... مداد فان الفرع الأصل تابع وقوله:
فهم أبدا في اختلاع الشكوك ... بظن كقطع وقطع كظن ويلجأ إلى التقسيم والتفريع على نحو يذكر بابن الرومي في قوله:
معهود أخلاقك قسمان ... والدهر فيك اليوم صنفان
فانك النعمان فيما مضى ... وكان للنعمان يومان
يوم نعيم فيه سعد الورى ... ويوم بأساء وعدوان
فيوم نعماك لغيري ويومي ... منك ذو بؤس وهجران
أليس حبي لك مستأهلا ... لأن تجازيه بإحسان ويغمض أحيانا كأنما يضع أمامنا قضية فلسفية في مثل قوله:
أليس يحيط الروح فينا بكل ما ... دنا وتناءى وهو في حجب الصدر
كذا الدهر جسم وهو في الدهر روحه ... محيط بما فيه وان شئت فاستقر ولا يفتأ يرسل التلميحات ويشقق المعاني منها، ومن أبرز ذلك قوله:
فكل تراب واقع فيه رجله ... فذاك صعيد طيب ليس يجحد
كذلك فعل السامري وقد بدا ... لعينيه من جبريل إثر ممجد