للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

منه علما جما. وأثر القالي في الأندلس بحاجة إلى دراسة مستقلة، ليس هذا مكانها، ولكن يكفي ان أشير هنا إلى كثرة ما هاجر معه من كتب إلى الأندلس، فيها من الدواوين عدد جم وبخاصة دواوين الجاهليين والأمويين والمجموعات الشعرية الهامة كالمفضليات وشعر الهذليين والنقائض فمهما أدخله من دواوين الشعر: شعر ذي الرمة، وعمرو بن قميئة والحطيئة وجميل وأبي النجم والنابغة الذبياني وعلقمة بن عبدة والشماخ والاعشى وعروة بن الورد والنابغة الجعدي والمغيرة بن حبناء وكثير عزة وأوس ابن حجر والقطامي والأخطل، وغير هؤلاء كثير، كما انه نقل معه كتبا من الأخبار والفنون المختلفة (١) ، وكل هذا يشير إلى قوة التيار الثقافي الذي اخذ يتجه بالمثقفين إلى التعمق في الداسات القديمة والتقليل من الإعجاب بالمحدثين. ومن العلماء الذين أغراهم كرم الحكم وتشجيعه محمد ابن يوسف أبو عبد الله التاريخي الوراق الذي ألف كتابا ضخما في " مسالك افريقيا وممالكها " وألف في " أخبار ملوكها وحروبهم والغالبين " كتبا جمة (٢) ومنهم أيضاً أبو الحسين محمد بن العباس مولى هشام بن عبد الملك وقد أجرى عليه المستنصر رزقا موسعا، فقرأ عليه الناس كثيرا شيوخا وشبابا ومن تلامذته الزبيدي، وأهم ما رواه عنه الأندلسيون ديوان الصنوبري (٣) . وكذلك أكرم الحكم أندلسيا من الذين هاجروا إلى المشرق هو أبو سليمان الهواري وأنزله بالزهراء ووسع عليه وقرأ ناس كثيرون (٤) .

وأغدق الحكم العطايا على البعيدين من العلماء والأدباء والفقهاء لكي يؤلفوا من اجل خزائنه أو يضيفوا كتبهم إلى ما فيها، فمعن وصلتهم صلاته أبو إسحاق محمد بن القاسم بن شعبان بمصر وأبو عمر محمد بن يوسف ابن يعقوب الكندي فيلسوف العرب وأبو الفرج الأصبهاني، وهذا الأخير


(١) الفهرسة: ٣٩٥ - ٤٠٠.
(٢) الجذوة: ٩٠ والنفح ٢: ٧٦٩.
(٣) الفهرسة: ٤٠٨.
(٤) الفهرسة: ٣٥٨.

<<  <   >  >>