للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

نقولا (سنة ٣٤٠) تولى مع نفر من الأطباء بالأندلس البحث عن أسماء عقاقير ذلك الكتاب، والوقوف على أشخاصها، وتصحيح النطق بأسمائها، وعاش نقولا الراهب حتى صدر دولة الحكم (١) . وكان في هدية الإمبراطور كتاب آخر في التاريخ هو كتاب " هروسيس " أو هروشيوش (Paulus Orosius) واسم الكتاب: Historia adversus Paganus وقد قال الإمبراطور حين أرسله مخاطبا عبد الرحمن " أما كتاب هروسيس فيبلدك من اللطينيين من يقرأ بالسان اللطيني وان كاشفتهم عنه نقلوه لك من اللطيني إلى اللسان العربي ". ويقول ابن خلدون ان هذا الكتاب ترجم للحكم المستنصر، ترجمه قاضي النصارى وقاسم بن اصبغ (٢) . وقاضي النصارى بقرطبة المعروف في أيام الحكم هو وليد ابن حبزون الذي كان ترجمانا للحكم عند وفود أردون ابن اذفونش (٣) . ومما يلحق بهذا النشاط العلمي كثرة الأطباء وعلماء التنجيم الذين تجمعوا حول الناصر والمستنصر، وكان الأسقف القرطبي ابن زيد مختصا بالمستنصر وله ألف كتاب:تفضيل الأزمان ومصالح الأبدان " (٤) أما الطبيب حسداي ابن إسحاق اليهودي فقد استغل حظوته عند الحكم وتوصل من ذلك إلى استجلاب ما شاء من تآليف اليهود بالمشرق ففتح بذلك يهود الأندلس باب علمهم من الفقه والتاريخ وغير ذلك، وكانوا من قبل يعتمدون في فقه دينهم وسني تاريخهم ومواقيت أعيادهم على يهود بغداد (٥) .

وخصص الحكم جانبا من دار الملك يجلس فيه العلماء للتأليف، أو


(١) ابن أبي أصيبعة ٢: ٤٧.
(٢) انظر مقدمة طبقات ابن جلجل، وانظر ترجمة قاسم بن اصبغ في الجذوة: ٣١٢ وكانت وفاته سنة ٣٤٠ أي في خلافة الناصر، ومن هذا يستبعد اشتراكه في الترجمة إلا أن تكون ترجمة كتاب هروسيس قد تمت قبل مجيء نقولا الراهب.
(٣) النفح ١: ١٨٤، وهناك يذكر مطران طليطلة باسم عبيد الله بن قاسم.
(٤) النفح ٢: ٧٧٨.
(٥) ابن أبي أصيبعة ٢: ٥٠.

<<  <   >  >>