للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الترجمة أو مقارنة النسخ الوافدة، وفي هذه الدار جمع مرة علماء اللغة وهم محمد بن أبي الحسين وأبو علي القالي وابنا سيد وطلب إليهم أن يقابلوا نسخ كتاب " العين " للخليل بن احمد، واحضر من الكتاب نسخا كثيرة، كان فيها النسخة التي كتبها القاضي منذر بن سعيد البلوطي رواية عن ابن ولاد بمصر (١) .

ولعل ابرز ما أداه الحكم في تاريخ الثقافة الأندلسية هو حفزه الملكات الأندلسية على التأليف وجمع التراث الأندلسي، فجمعت له كتب كثيرة في أخبار شعراء الأندلس، رأى منها ابن حزم أخبار شعراء البيرة في نحو عشرة أجزاء (٢) ، وأمر بجمع شعر ابن عبد ربه وقد رأى منه الحميدي نيفا وعشرين جزءا مما جمع للحكم (٣) وأمر إسحاق بن سلمة وكان حافظا لأخبار الأندلس ان يجمع كتابا في أخبارها (٤) وألف له ابن فرج كتاب الحدائق وضمنه شعر الأندلسيين فقط معارضا فيه كتاب الزهرة لمحمد بن داود، مربيا عليه في عدد الأبواب والأبيات (٥) وألف له أيضاً خالد بن سعد كتابا في رجال الأندلس، اتخذه ابن الفرضي مصدرا له في تاريخه (٦) وطلب إلى محمد بن الحارث الخشني (- ٣٦١) وكان الحكم ما يزال وليا للعهد، أن يؤلف كتابا في قضاة الحاضرة العظمى - قرطبة فكتب كتابه المعروف ب " قضاة قرطبة " وأوضح في مقدمة ذلك الكتاب مدى رغبة الحكم في التذكير بالمنسي من الأنباء والإشارة للسالف من القصص وبخاصة ما كان في الأندلس قديما وفي عصر الحكم حديثا، قال الخشني حاكيا عن غيره أيضاً " فتحرك أهل العلوم بما حركهم إليه


(١) الجذوة: ٤٧.
(٢) النفح ٢: ٧٧٣.
(٣) الجذوة: ٩٤.
(٤) ابن الفرضي ١: ٨٩.
(٥) الجذوة: ٩٧ والمغرب ٢: ٥٦.
(٦) ابن الفرضي ١: ١٥٥ - ١٥٦.

<<  <   >  >>