لخلافة، شاعرا يمدح الخلفاء والكبراء، وذكر ابن أبي الفياض ان له قصائد طويلة في فنون كثيرة مع المعاني والألفاظ الغريبة؟ قال:" وكأني أراه قائما بين يدي ابن عمه المهدي القائم على بني أبي عامر، والمهدي جالس على مقعد الخلافة، وهو امامه، قد لبس ثوب خز، وعليه طاق خز ملون وأقروف وشي، وقد رمى بثيابه على عاتقه، وبيده سيف، وهو ينشد شعرا طويلا يهنئه فيه بالخلافة "(١) ، وكثير من أشعار هؤلاء الأمراء يتضاءل في صدق العاطفة إزاء مقطوعتين نظمهما عبد الرحمن الداخل في التشوق إلى معاهده والحنين إلى أوطانه واولاهما:
أيها الراكب الميمم أرضي ... اقر من بعضي السلام لبعضي
ان جسمي كما علمت بأرض ... وفؤادي ومالكيه بأرض
قدر البين بيننا فافترقنا ... وطوى البين عن جفوني غمضي
قد قضى الله بالفراق علينا ... فعسى باجتماعنا سوف يقضي والثانية قالها لما نزل بمنية الرصافة من قرطبة ونظر فيها إلى نخلة ذكرته وطنه:
تبدت لنا وسط الرصافة نخلة ... تناءت بأرض الغرب عن بلد النخل
فقلت شبيهي في التغرب والنوى ... وطول التنائي عن بني وعن أهلي
نشأت بأرض أنتِ فيها غريبة ... فمثلك في الإقصاء والمنتأى مثلي ولم يكن سائر الأمراء والوزراء والحجاب بأقل من الأمراء الأمويين في هذه الناحية، كهاشم بن عبد العزيز حاجب الأمير محمد، وسعيد بن جودي أمير العرب الذي عرف في زمانه بعشر خصال لا يدفع عنها: الجود والشجاعة والفروسية والجمال والشعر والخطابة والشدة والطعن والضرب والرماية، وله شعر كثير، وأكثره في جارية سمعها بقرطبة تغني الأمير عبد الله بن محمد فهام بها، واشترى جارية سماها " جيجان " باسمها،