للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

بالتشبيهات الجامدة المستمدة من الوشي والأحجار الكريمة وما أشبه من ذلك قول ابن النظام (١) :

وقد بدت للبهار ألوية ... تعبق مسكا طلوعها عجب

رءوسها فضة مورقة ... تشرق نورا، عيونها ذهب

فهو أمير الرياض حف به ... من سائر النور عسكر لجب أو كقول ابن القوطية (٢) :

وكأنما الروض الأنيق وقد بدت ... متلونات غضة أنواره

بيضا وصفرا فاقعات، صائغ ... لم ينأ درهمه ولا ديناره

سبك الخميلة عسجدا ووذيلة ... لما غدت شمس الظهيرة ناره وربما أدى الشغف بالصورة لديهم إلى استخراج صور غريبة، كقول المصحفي في وصف سوسنة (٣) :

يا رب سوسنة قد بت ألثمها ... وما لها غير طعم المسك من ريق

مصفرة الوسط مبيض جوانبها ... كأنها عاشق في حجر معشوق وقد تضرب بعض الأشعار بسهم في الحيوية كقول ابن حصن في النيلوفر (٤) :

كلما أقبل الظلام عليه ... غمضت أنجم السما عينيه

فإذا عاد للصباح ضياء ... عاد روح الحياة منه إليه وتزداد هذه الحيوية كلما اتصلت بفكرة زوال الورد سريعا، لاتصال ذلك بفكرة زوال الربيع وانتهاب اللذائذ، من ذلك قول الوزير أبي عثمان ابن إدريس (٥) :


(١) الجذوة: ٢٦٧.
(٢) الجذوة: ٣٦٩.
(٣) الحلة: ١٢٤.
(٤) الجذوة: ٣٧١.
(٥) الجذوة: ٢٥١.

<<  <   >  >>