للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

يقول بنو الحمراء لو أن جنحنا ... يطير لغشاكم بشؤبوب وابل وفيها يصف انهزام المولدين بقوله:

ولما رأونا زاحفين إليهم ... تولوا سراعا خوف وقع المناصل

فصرنا إليهم والرماح تنوشهم ... كوقع الصياصي تحت وهج القساطل

فلم يبق منهم غير عان مصفد ... يقاد أسيرا موثقا في السلاسل ولسعيد قصائد أخرى في وصف تلك المعارك وفي مدح سوار. وكان للمولدين شاعرهم المحامي عنهم ويعرف بالعبلي، واسمه عبد الرحمن بن احمد، وينسب إلى قرية عبلة، ويناظره الشاعر الاسدي واسمه محمد بن سعيد ابن مخلوق الاسدي، أسد بني خزيمة، وكان كل منهما يحرض قومه ويناضل عن مذهبه ويصف ما يجري لقومه على اضدادهم من الوقائع المخزية، ولهما في ذلك أشعار كثيرة، فمن شعر العبلي يذكر أحد الانتصارات:

قد انقصفت قناتهم وذلوا ... وزعزع ركن عزهم الأذل فأجابه الأسدي:

قد احتمل الأحبة واستقلوا ... لطيتهم بليل واحزألوا

فظل الدمع من جزع عليهم ... إذ احتملوا يسح ويستهل

سأصرف همتي عنهم وأسلو ... بهجوي معشرا كفروا وضلوا وقصيدة العبلي ناقضها شاعر عربي آخر بقصيدة مطلعها:

لسوار على الأعداء سيف ... أباد ذوي العداوة فاستقلوا وتمخضت هذه العصبيات عن قصائد في التحريض والإثارة وقصائد في رثاء السادات الذين قتلوا في تلك الحروب، وقد رثى الأسدي سعيد ابن جودي أمير العرب بقصيدة منها:

لا ساغت الراح لي من كف ساقيها ... حتى تقرب نفسي من تمنيها

وأن أرى الخيل تردي في أعنتها ... لثأر من كان قبل اليوم يرضيها

يا قاسم بن عياض دعوة فلقت ... صم الصخور فلم يسمع مناديها

أبلغ ربيعة والحيين من مضر ... وآل عك إذا أحللت واديها

<<  <   >  >>