للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فيها على ابن في تفضيله النرجس جاء فيها (١) :

عني إليك فما القياس الفاسد ... إلا الذي رد العيان الشاهد

أزعمت أن الورد من تفضيله ... خجل وناحله الفضيلة عاند

إن كان يستحيي لفضل جماله ... فحياؤه فيه جمال زائد

والنرجس المصفر أعظم ريبة ... من أن يحول عليه لون واحد

لبس البياض بصفرة في وجهه ... صفة كما وصف الحزين الفاقد وقد برزت روح المفاضلة والمناظرة بين الأزهار عندما شجع المظفر الشعراء على الإكثار من القول في أنواعها المختلفة ليطرح أشعارهم فيها للغناء، فمن قول صاعد البغدادي يفاضل بين البهار والنرجس (٢) :

جمل الفضيلة للبهار بسبقه ... ولطالما خلف البهار النرجس

أربى عليه طيبه ونسيمه ... لكنه عن نشره يتنفس

كالحاجب الميمون شبه في العلا ... بابيه لكن فعل هذا أنفس ومن طريف الأمور ان المنصور كان قد سمى بناته بأسماء الزهور، فنظم الشعراء في وصف الأزهار قصائد تبين فضيلة كل نوع منها، وهم في هذا يحكون خصائص بنات المنصور نفسه (٣) .

وأثر ابن الرومي أيضاً في طريقته التحليلية إلى حد كما نرى في قول احمد بن محمد بن فرج (٤) :

بنفسي من يصد بغير ذنب ... سوى إدلاله ثقة بحبي

عجبت لقلبه قاس كجسمي ... ويحكي جسمه في اللين قلبي

فهلا بالتشاكل كان قاس ... لقاس، واغتدى رطب لرطب

وان لم ينعطف باللين فظ ... فقولي بالقساوة: قلب صب


(١) الجذوة: ٢١٢.
(٢) ابن عذاري ٣: ١٩.
(٣) الذخيرة ٤/١: ٣٢ - ٣٣، والنفح ٣: ١٠٣٤.
(٤) يتيمة الدهر ١: ٣٦٨.

<<  <   >  >>