للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ماذا يحدث إذا ذهب

قل له .. اذهب وتبختر بدلال

فإن ذهابه قد أراح الجميع من العذاب

فإذا كانت وجوه الدنيا قد اصفرت من تعبه

فشكرًا لله؛ لأن الخمر صافية قد جعلت وجوهنا ناضرةً حمراءَ

ثم تعلق الباحثة قائلةً: إن بين الشاعرين شَبهًا كبيرًا، ولعل فروخي كان يعرف الكثير عن حياة نواسي ويعمد إلى تقليده، لقد كان الرجلان مسرفين في المجون، متهالكين على الخمر مشغوفين بوصفها، إلا أن فروخي أنقى من أبي نواس لفظًا وأعف لسانًا، وإن لم يعدل أبا نواس في خفة الروح وشدة المجون أو الاستهتار، وكذلك لم يكن على الرغم من مجونه واستهتاره كافرًا أو جاحدًا.

وكان البحتري قد بكَى إيوان كسرى ووصفه وصفًا رائعًا، فحذا حذوه الشاعر الإيراني " منوجهري " -أحد شعراء القرن الخامس الهجري- فوقف على الأطلال ثم تغزل في مطلع القصيدة، ثم انتهى إلى مدح أحد العظماء، وكذلك فعل الشاعر الإيراني "خاقاني أفضل الدين إبراهيم بن علي الشيرواني" -المتوفى نهاية القرن الثاني عشر الميلادي- إذ وصف هو أيضًا ذلك الإيوان.

ولدينا كذلك الحب العذري، وبخاصة قصة عشق "قيس بن الملوح لليلى العامرية" فهي من أعظم القصص في الأدبين العربي والفارسي في موضوع الحب والتدلل والحرمان، وإذا كانت قصة المجنون عند العرب تجسد أخبارًا مثيرةً تناقلها الناس، فقد لقيت لدى أدباء إيران رواجًا لا نظيرَ له، ثم اتخذت شكل العمل الأدبي المتكامل، بعدما كانت مجرد أخبار متفرقة تعبر عن الحرمان والعذاب، والمعاناة

<<  <   >  >>