للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الموصلي والقاضي أبي بكر الحلبي والقاضي أبي عمران الماكسي وغيرهم. قرأ جملة من كتب المذهب، وله في المناظرة تصرف وأنس بالجدل وبحث في الطب، صار يفيد الدروس للمتفقهة بالمدرسة بعد خروج القاضي محمد بن يحيى منها سنة سبع وستمائة.

٢ - (١)

أبو العباس [أحمد بن مسعود بن محمد] الخزرجي القرطبي الشافعي (٢) : هو أول من درس بالمدرسة الشهابية في دنيسر، فقيه فاضل مفنن عارف بكثير من علوم الأصول والفقه والنحو وسائر الآداب، شهد له بذلك جماعة من العلماء. قال لي أبو محمد ابن عربد النحوي: كان أبو العباس رحمه الله حديد النظر، سديد الفكر، عجيب الفقر، غريب السير، حسن التبحر في العلوم، سليم التصور فيما يبدي من المنثور والمنظوم، جيد الفكاهة، متزيد النزاهة، لطيف الشمائل، طريف المخايل، لم أر في علماء عصره ومعشره أتم من بحثه ولا أدق من نظره، وله تصانيف في فنون كثيرة وشعر كثير، ولم يظهر له عندنا سماع حديث على طريق الرواية البتة بل كان يذكر لنا أن له سماعات كثيرة، وقد أنشدني كثيراً من شعره.

وتوفي رحمه الله تعالى في سنة إحدى وستمائة بدنيسر ودفن بالمقبرة القبلية بها.

٣ - (٣)

محمد بن عبد السلام بن عبد الرحمن بن عبد الساتر المقدسي ثم


(١) بغية الطلب ٢: ٦٩.
(٢) أورد ابن العديم نماذج من شعره، وذكر من مؤلفاته: كتاب في علم الأصول في ثماني مجلدات سماه تقريب المطالب، وكتاب القوانين في أصول الدين، وكتاب في النحو، وكتاب سماه الاختيار في علم الأخبار.
(٣) تاريخ الحكماء: ٢٩٠ - ٢٩١، ولابن عبد السلام المارديني ترجمة ضافية في عيون الأنباء ١: ٢٩٩ - ٣٠١ ويؤخذ منها أنه قرأ كتاب القانون على ابن التلميذ وباحثه فيه وبالغ في تصحيحه وتحريره معه، وقرأ عليه صناعة المنطق، من ذلك كتاب المختصر الأوسط لابن سينا. وأقام المارديني مدة طويلة في مدينة حيني في خدمة نجم الدين ابن أرنق، ثم ذهب إلى دمشق سنة ٥٨٧ وأقرأ بها صناعة الطب، وكان له مجلس عام للتدريس، وبقي فيها إلى آخر شعبان سنة ٥٨٩ ومنها توجه قاصداً بلده، فمر بحلب، فطلب منه صاحبها الملك الظاهر غازي الإقامة فيها، فرفض، ثم نزل على أمر الملك الظاهر وبقي في صحبته نحو سنتين، ومن ثم عاد إلى وطنه ووقف كتبه في المشهد الذي وقفه حسام الدين أرتق هنالك، والكتب التي وقفها هي نسخه التي كان قد قرأها على مشايخه وبالغ في تحريرها وإتقانها (انتهى باختصار) ، وانظر عيون الأنباء أيضاً ١: ٢٦٣، ٢٦٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>