نجم بن عبد الوهاب بن عبد الواحد الشيرازي الأصل الدمشقي أبو العلاء ابن شرف الإسلام: ولد سنة ثمان وتسعين وأربعمائة، وأفتى ودرس وهو أين نيف وعشرين سنة، إلى أن مات، وعاش هنياً مرفهاً، ولم يل ولاية من جهة سلطان، وما زال محترماً معظماً ممتعاً قوياً.
قال لي قبل أن يموت سنة: رأيت الحق عز وجل في منامي، فقال لي: يا نجم أما علمتك وكنت جاهلاً؟ قلت: بلى يا رب، قال: أما أغنيتك وكنت فقيراً؟ قلت: بلى يا رب، قال: أما أمت سواك وأحييتك؟ وجعل يعدد النعم، ثم قال: قد أعطيتك ما أعطيت موسى بن عمران.
ولما مرض مرض الموت، رآني وقد بكيت، فقال: أيش بك؟ فقلت: خير، فقال: لا تحزن عليّ، أنا ما توليت قضاء، ولا شحنكية، ولا حبست، ولا ضربت، ولا دخلت بين الناس، ولا ظلمت أحداً، فإن كان لي ذنوب، فبيني وبين الله عز وجل. ولي ستون سنة أفتي الناس، والله ما حابيت في دين الله تعالى.
وكان يقول قبل موته بسنين: سنتي سنة ست وثمانين، فقال: هذه سنتي، فقلنا: كيف تقول هذا؟ قال: هي سنة أبي وجدي لأن أباه مات سنة ست وثمانين وخمسمائة، وجده مات سنة ست وثمانين وأربعمائة، وكان الأمر كما قال.
وكان الشيخ الموفق وأخوه أبو عمر إذا أشكل عليهما شيء سألا والدي.
وخرج له أبو الحسين سلامة بن إبراهيم الحداد مشيخة، وسمعناها عليه بقراءته.