وقفت بين يديه، وكان يرعى له ذلك ويعظمه. واتفق الإخشيد وهو على عمان وجبل السراة من قبل تكين في سنة ست وثلاثمائة ان حاج الشام وفيهم جماعة من أهل العراق وفيهم جارية شغب أم المقتدر خرجوا، فبلغ الإخشيد أن جمعاً من لخم وجذام قعدوا لهم، فجمع عسكره ولقيهم ومعه أخوه عليّ بن طغج فهزمهم ودخل بالأساري وبالرؤوس، فشكره تكين وكتب [إلى] أهل العراق [أن] يشكروه فعله إلى بغداد، وصارت له حال هناك.
ثم ورد مؤنس الخادم من العراق لقتال عساكر القائم ابن المهدي، فخدمه الإخشيد فشكره، ثم لما وصل مؤنس كان الإخشيد على المخاصة (١) ، ثم انصرفت عساكر المغرب وانصرف مؤنس إلى العراق.
وتوفي أبو اليمن أحمد بن صالح الأمير بالإسكندرية سنة ست عشرة، فعني الإخشيد بالإسكندرية بتركته، فسخط تكين عليه ذلك، وهذا أحد ما أوقع الوحشة بينهما.
ثم تقلد محمد بن جعفر القرطي خراج مصر، وصرفه الماذرائي فاستتر عند الإخشيد، ثم سار إلى العراق فأخذ للإخشيد ولاية الرملة، فهرب الإخشيد سراً من تكين، ثم عوض من الرملة دمشق. ولما بلغ الراشدي أمير الرملة مسير الإخشيد هرب وترك داره مفروشة وأكثر نعمة، فاحتوى الإخشيد على جميع ذلك. ثم جاءت ولاية دمشق للراشدي عوضاً عن الرملة، ثم جاءت ولاية دمشق إلى الإخشيد، ثم صرف ببشرى الخادم غلام مؤنس، فسار فلما قرب من دمشق راسله الإخشيد ثم اصطلحا واجتمعا. ثم اختار بشرى القتال والتقيا فهزم بشرى وجيء به أسيراً إلى الإخشيد، فأقام أياماً ثم أصبح ميتاً فأتهم بسقيه سماً، ثم احتوى على نعمته وحصل في عسكره الراشدية والبشرائية والحجرية والتكينية، وحصل عنده بدمشق إخوته عبيد الله والحسن والحسين وعلي بنو طغج.
وكان الإخشيد قد عرف نعم المصريين من القواد والماذرائيين، فحدثني