للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كل هذا ولم يرد من المطرز المتحدى في هذا المعنى شيء. فكتب إليه الرئيس علي بن نصر يستبطئه ويقتضيه ويحثه على المهادنة: ما سلك العالم الأوحد؟ حرس معهوده؟ العادة، ولا عمل عمل السادة، رام أمرا ما حصله، وحكم حكما ما عد له، ووعد وعدا لواه، وحد حدا عداه، وسدى وما ألحم، وأورد وما أصدر، وسار مهملا أمره، وطار مسلما وكره، لا الكلام أسعده، ولا الكلال أمهله، هاله الأمر وراعه، وعصاه المرام وما أطاعه، محادة له علم معها مآل الصورة، وعمل لها عمل الصرورة، هاك الساعة الموادعة حصلها، وأحلها صدرك، واحرسها، وصرها دهرك واعكمها، ودع المراماة وراءك، وسرح المصارحة أمامك، وهلم السم، والسلام.

- ١١ -

قال: كتب إلى أبو طاهر على بن الحسين عز الأستاذين من بعض أسفاره: من علامات المؤانسة، ودلالات المجالسة، التكاتب في السفر، والتزاور في الحضر، وأنت بهما حري، ومنهما عمر الله بري:

ولو كنت أدرى أن ذا البين كائن ... لعاصيت عذالي وخالفت نصاحي

وما كنت أعطي البين صفقة بائع ... ولو أن إدراك المنى بعض أرباحي

قضاء من الرحمن ما استطعت رده ... وليس لأمر خطه الله من ما - ١٢ -

قال: كنت أكاثر أبا الفرج عبد الواحد بن نصر الببغا وأزوره دائما مع القاضي أبي محمد أخي رحمه الله، فتأخرنا عنه لشغل عرض لنا، وكتب إلينا (١) :

ذخرت أبي نصرا لحظ أناله ... فبلغني أقصى المنى ببني نصر

وجدتهم الذخر القديم ولم أكن ... علمت بأن الذخر يعزى إلى الدهر


(١) لم يرد البيتان في شعره المجموع.

<<  <  ج: ص:  >  >>