للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واستمر بنا الإبطاء عنه فكتب إلينا رقعة أولها (١) :

بني علي بن نصر ... دعاء باسط عذر

أسرفتم في وصالي ... وليس يحسن هجري إن رأيتما؟ جعلت فداءكما - أن تبرئا رمد طرفي بالنظر إليكما فعلتما، فحضرناه، وقلت: يا سيدي، ذكرتني لعمرك هذه أبيات أبي فراس التي كتب بها من الأسر إلى ولدي سيف الدولة (٢) :

يا سيدي أراكما ... لا تذكران أخاكما

أوجدتما بدلا به ... يبني سماء علاكما فقال لي: أحسنت، والله لقد كتبت الرقعة والأبيات في ذكري.

- ١٣ - (٣)

حدثني أبو الفرج الببغاء قال: قصدت يوما أبا العباس النامي المصيصي (٤) بعد تأخره عن سيف الدولة لأجل ما كان تنجز بينهما في معنى المتنبي وتقديمه له عليه، فعرفته خبره، وتفاوضنا ما جرى مع سيف الدولة فقال: يا أبا الفرج خدمته الدهر الأطول وما رعى واستجمل أن يقول لي: قال المتنبي، وأنا الذي أقول:

له نظره نحو الحمول بحومل ... وأخرى إلى ودان صادقه الود

إلى ها هنا عهد الوداع الذي به ... عهدت وما لي بالتجلد من عهد

فيا قلب أعوان عليك كثيرة ... ومالك من صبر عليهن من بد

وشاة وعذال وبرق ودمنة ... ألا قلما أجدت عليك وما تجدي


(١) لم يردا في شعره المجموع.
(٢) ديوان أبي فراس ٢: ٣٧٠ وولدا سيف الدولة هما أبو المكارم وأبو المعالي.
(٣) بغية الطلب: ٢: ٣٥.
(٤) هو أحمد بن محمد النامي الدارمي المصيصي، كان عارفاً بالأدب واللغة، روى عنه أبو الفرج الببغا وأبو الخطاب ابن عون الحريري وأبو بكر الخالدي وغيرهم، وله كتاب في العروض اسمه " المقنع ".

<<  <  ج: ص:  >  >>