رمضان بن صاعد بن أحمد القرشي: ذكر أن مولده بماردين، وينعت بضياء الدين الضرير، الآمدي الدار والمنشأ: شاب من أهل الأدب مكفوف البصر، كافي البصيرة، عديم النظر والنظير، إن غاض قليب عينه فقد فاضت عين قلبه، أو كبا طرفه فقد جرى قارح قريحته بطرائف تفوق في الأفق لمائع شهبه، وفد إلى دمشق في أخر ذي الحجة سنة ثلاث وسبعين، وحضرت إنشاده قصيدته للملك الناصر في وقعتين، وأثبت منهما ما فيه روح وروح، وضوعت عرصة كتابي الفيحاء من عطره بما له فوح، فالقصيدة الأولى من نظمه قصد بها أسلوب أبي نواس في كلمته:
أجارة بيتينا أبوك غيور ... وما تعرض لمعارضة الفحول، إلا من عرض نفسه لمحاولة الوصول، وعارض المسمن بالتحول والمخصب بالمحول، ومطلعها:
تذكر نجدا والمحب ذكور ... فللشوق في الأحشاء منه زفير
غريم غرام منجد القلب منهم ... عزيز الجوى فالدمع منه غزير