للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إذا ما رجا برد الصبابة بالصبا ... تضرم منها في الفؤاد سعير

كئيب كأن العشق يعشق قلبه ... فلا هجر إلا أن يكون نشور

أبى سمعه لوم اللوائم في الهوى ... فما يضمر السلوان منه ضمير ومنها:

وقائلة والعيش ترحل للسرى ... أما دون مصر للرجاء مصير

فقلت لها والعيش تسبق دمعها ... مقالي أني بالرحيل جدير

إلى ملك لم ينتج الدهر مثله ... وتعقم من بعد الدهور دهور

أغير صلاح الدين في الأرض يرتجى ... جواد وهل يغني غناه أمير

إلى الناصر الملك المكارم تعتزى ... فتى ما له في الأكرمين نضير

فتى ما له للمعتفين وما له ... به غير ذكر في البلاد يسير ومنها، ويذكر البلاد التي في طريقه:

إليك قطعنا كل أرض كأنها ... صحائف تطوى والركاب سطور أخذه من قول صردر:

صحائف ملقاة ونحن سطورها ...

على ضمر قود كأن رؤوسها ... علوا على هام الرجال قصور

رحلن بنا من ماردين وقد بدا ... من الصبح مثل الوجه منك منير

فما واجهتنا الشمس حتى أحلنا ... سميساط من شط الفرات عبور

ولما أتت رعبان أفرخ رعبنا ... وهن بنا عن تل باشر زور

إلى حلب أورثت كرسي ملكها ... وقد أصبحت شوقا إليك تمور

فلم نسقها نشحا إلى أن رعت حمى ... حماة ونيران الشهاب (١) تنير

فأصبحن بالعاصي يردن زلاله ... وأمسين في حمص لهن نفور

ييممن بالركبان جنة جلق ... ونحن إلى الملك المعظم صور


(١) يعني شهاب الدين الحارمي.

<<  <  ج: ص:  >  >>