للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خلكان أيضاً بقوله: وذكر محمد بن عبد الملك الهمذاني في " تاريخه الصغير " (١) أتراه يعده صغيراً بالنسبة إلى أي شئ؟ هل يكون " عيون السير " منتخباً موجزاً من كتاب أكبر اسمه " عنوان السير " أو أنه تاريخ له صغير بالنسبة إلى كتابه (رقم:٦) تاريخ الملوك والدول؟ كلا الأمرين محتمل، ولكنا لا نستطيع القطع لفقدان الأدلة العينية.

وقد نقل عنه ابن العديم وابن خلّكان، وتدلُّ النقول التي وصلتنا أن الكتاب كان مجموعة من السير لبعض الحكام كالإخشيديين والحمدانيين، وبعض الوزراء، وأنه لم يكن مرتباً على السنن، ولهذا لا نستطيع أن نجزم على أي أساس أوردت فيه التراجم، وهل كان على حروف الهجاء، أو على حسب " أفراد الأسر " المعنية التي تحدث عنها المؤلف، وهل أفردت تراجم الحكام عن تراجم الوزراء أو لا، وما فيه من تراجم للبدو، إذا قيست بتراجم الحضر (٢) .

- ١ - (٣)

تغلّب حمدان بن حمدون بن حارث بن لقمان بن راشد التغلبي على دارا ونصيبين وتحصن بقلعة ماردين، فخرج أليه المعتضد بالله ووقف على بابها وقال: يا حمدان افتح الباب، ففتحه، وجلس المعتضد بالله فأمر بنقل مافيها وهدمها، ثم رضي على حمدان وأمَّره على تغلب. وكان أهل الموصل وديار بكر قد عمهم الغلاءُ ثلاثةَ أعوام، فحمل إليهم حمدان من الأقوات ما رَخَّصَ أسعارهم، وأنفق


(١) وفيات الأعيان ٥: ٥٩.
(٢) ينقل ياقوت في معجم الأدباء (٥: ١٤٠، ١٦: ١٢٢، ١٢٣، ١٤٨) عن محمد بن عبد الملك وهو غير الهمذاني، وللتمييز فإن الأول ينعت دائماً ب؟ " التاريخي " وكذلك كنيته " أبو بكر " تميزه عن الهمذاني، وانظر أيضاً طبقات النحويين للزبيدي: ١٠٦، وللتاريخي ترجمة في أنساب السمعاني (مرغوليوث) : ١٠٢.
(٣) بغية الطلب ٥: ٢٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>