للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

والنبوة، والقيام على شئون قومه، ولذا سأل الله عز وجل أن يكون الولد الذي يهبه إياه رضيا أي مرضيا عند ربه عز وجل، وعند خلقه، يحبه الله عز وجل لقيامه بطاعته، ويحبه خلق الله لكمال دينه، وحسن خلقه، وقدّم بين يدي دعائه ما عهده من إجابة الله عز وجل دعاءه، قال ابن القيم رحمه الله تعالى: “وأما قول زكريا عليه السلام {وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً} فقد قيل: إنه دعاء المسألة، والمعنى: إنك عودتني إجابتك وإسعافك، ولم تشقني بالردّ والحرمان، فهو توسل إلى الله تعالى بما سلف من إجابته وإحسانه، كما حكي أن رجلاً سأل رجلاً وقال: أنا الذي أحسنت إليّ وقت كذا وكذا، فقال: مرحبا بمن توسل إلينا بنا، وقضى حاجته، وهذا ظاهر هنا، ويدل عليه أنه قدّم ذلك أمام طلبه الولد، وجعله وسيلة إلى ربه، فطلب منه أن يجاريه على عادته التي عوّده من قضاء حوائجه، وإجابته إلى ما سأله” ١.


١ بدائع الفوائد ٣/٦.

<<  <   >  >>