للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولا روية إلا واتسع لها فوسعها؛ ثم صنع قصيدة - فيما بلغني - رأى إنها مادة طبعه، ومنتهى طاقة وسعه؛ ثم حكم نقده، ورضي بما عنده، فرأى أن قصرت يداه، وقصر مداه، وعلم أن الإحسان كنز لا يوجد بالطلب، وميدان لا يستولي عليه التعصب، وصان نفسه ان يحدث عنه بأن تكون الهرة أحسن منه.

وقد ذكر عن صاعد، أنه أفتضح في سرقة شعر غير واحد من أهلك تلك ألافاق، من شعراء الشام والعراق، إذ كان ورد بها وهي بغبار السفر، فأشتهر بها في غير ما شعر وخبر. منها قوله يصف إبريقا قد ملئ منه كأس وبقيت في فمه نقطة لو تسقط:

وقهوة في فم الإبريق صافية ... كدمع مفجوعة بالإلف معبار

كان إبريقا والراح في فمه ... طير تناول ياقوتا بمنقار فكانوا يولعون بهذا التشبيه، كما قاله - زعم - على البداية، وإنما نقل لفظ أبي البركات العلوي مما أنشده الثعالبي:

كأنما إبريقا طائر ... يحمل ياقوتا بمنقار او قول أبي الفرج الببغاء من أرجوزة خاطب بها الصابي:

كأنما الحبة في منقارها ... حبابة تطفوا على عقارها

<<  <  ج: ص:  >  >>