للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكان صاعد مع ما قدمته من صفته بديع الجواب حاضره، طيب المعاشرة، فكه المجالسة، ممتعا محسنا للسؤال. حاذقا في استخراج الأموال. دخل على المنصور يوم أنس وقد تقدم وأتخذ قميصا من رقاع الخرائط التي وصلت إليه فيها صلاته ولبسه تحت ثيابه، فلما خلا المجلس ورأى فرة لما أراد، تجرد وبقي في القميص المخيط من الخرائط، فقال له: ما هذا - قال: هذا رقاع صلاة مولانا اتخذتها شعارا، وبكى، وأتبع ذلك من الشكر بما استوفاه. فأعجب به المنصور وقال له: عندي مزيد.

وحكي عنه أنه لم يحضر بعد موت المنصور مجلس أنس لأحد ممن ولي بعده، وادعى وجعا لحق ساقه.

وكان صاعد كثيرا ما يمدح بلاد المشرق بمجلس المنصور، ويباهي بأخبارها، ووصف أشربتها وأديارها، فكتب الوزير أبو مروان عبد الملك أبن شهيد إلى المنصور في يوم قر بهذه الأبيات:

أما تر برد يومنا هذا ... صيرنا للكمول أفذاذا

قد فطرت صحة الكبود به ... حتى لكادت تعود أفلاذا

<<  <  ج: ص:  >  >>