للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أراهم طرأوا على قرطبة قبل افتراق الجماعة، وانتشار شمل الطاعة، وأناخوا في ظلها، ولحقوا بسروات أهلها، وأبو مضر أبوه زيادة الله علي التميمي الطبني هو أول من بنى بيت شرفهم، ورفع بالأندلس صوته بنباهة سلفهم.

قالابن حيان: وكان أبو مضر نديم محمد بن أبي عامر، أمتع الناس حديثاً ومشاهدة، وأنصعهم ظرفاً، وأحذقهم بأبواب الشحذ والملاطفة، وآخذهم بقلوب الملوك والجلة، وأنظمهم لشمل إفادة ونجعة، وأبخلهم بدرهم وكسرة، وأذبهم عن حريم نشب ونعمةً، له في كل ذلك أخبار بديعة؛ من رجل شديد الخلابة، طريف الخلوة، يضحك من حضر، ولا يضحك هو إذا ندر، رفيع الطبقة في صنعة الشعر، كثير الإصابة في البديهة والروية؛ انتهى كلام ابن حيان.

قال ابن بسام: وشعر أبي مضر ليس من شرط هذا المجموع لتقدم زمانه.

فأما ابنه أبو مروان هذا فكان من أهل الحديث والرواية

<<  <  ج: ص:  >  >>