للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أبو مروان اليوم الثاني من مصابه، ولم يتخلف أحد عن جنازته ممن سمع خبره، لاشتهار فضله فيهم، واجتماع صالح الخلال له من الفقه والحديث والرواية والأدب والشعر واللغة والعربية، إلى دماثة الخليقة، واستقامة الطريقة، والتزام الحقائق، واكتمال الإيمان، بقضائه لجميع فرائضه، وعوده في نافلة الحج بعد تأدية فرضه، على وهن بجسده، وتخلف في ناضه، رغبة في الاستكثار من الخير، والترقي في المعرفة، وزيادة لمعاني العلم [وطلبه] ولقاء رجاله. فأكثر الناس من تأنيبه، وأخلصوا الدعاء على قاتليه، واستبطأوا السلطان في إنفاذ الحد عليهم بالشبهة التي ظهرت. وأفتى الفقهاء بتطويل سجنهم بعد الضرب المبرح. وتوقف ابن القطان عن صدع الفتوى في القصة إلا بعد إنعام النظر على عبد الرحمن ابنه، والوقوف على جنس آفته: هل هي في جسمه دون عقله، أو في أحدهما، أو كليهما، فيعمل بحسب ذلك. فإن كان مميزا عاقلا فهو ولي الدم القائم بطلبه دون من تقدم إلى ذلك من بني أخي المقتول وأبناء عمه، وعندها تستقيم له الفتوى في طلبه. فخالفه صاحبه ابن عتاب، وألغى حق الغليم ابنه عبد الرحمن، ونجم الخلاف وبان الإشكال. فأخذ ابن جهور برأي ابن عتاب، وانفصل الحفل عن الأخذ بالقسامة على

<<  <  ج: ص:  >  >>