للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال ابن بسام: والعرب تقول فلان يخبأ العصا وفلان يركع لغير صلاة إذا كنوا عن عهر الخلوة. ومن مليح الكناية لبعض المتقدمين يخاطب امرأته:

قلت التشيع حب أصلع هاشم ... فترضي إن شئت أو فتشيعي

قالت: أصيلع هاشم! وتنفست ... بأبي وأمي كل شيء أصلع ولما صنت كتابي هذا عن شين الهجاء، وأكبرته أن يكون ميداناً للسفهاء، أجريت هاهنا طرفاً من مليح التعريض في إيجاز القريض، مما لا أدب على قائليه، ولا وصمة أعظم على من قيل فيه. والهجاء ينقسم قسمين: قسم يسمونه هجو الأشراف، وهو ما لم يبلغ أن يكون سباباص مقذعاً ولا هجراً مستبشعاً، وهو طأطأ قديماً من الأوائل، وثل عرش القبائل، إنما هو توبيخ وتعيير، وتقديم وتأخير، كقول النجاشي في بني العجلان، وشهرة شعره تغني عن ذكره، واستعدوا عليه عمر بن الخطاب، وأنشدوه قول النجاشي فيهم فدرأ الحد بالشبهات. وفعل مثل ذلك بالزبرقان حين شكا الحطيئة، وسأله أن ينشد ما قال فيه، فأنشد قوله:

<<  <  ج: ص:  >  >>