دع المكارم لا ترحل لبغيتها ... وأقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي فسأل عن ذلك كعب بن زهير فقال: والله ما أود بما قال له حمر النعم. وقال حسن بن ثابت: لم يهجه وإنما عليه بعد أن أكل الشبرم، فهم عمر بعقابه ثم استعطفه بشعره المشهور.
وقد قال عبد الملك بن مروان يوماً: احفظوا أحسابكم يا بني أمية، فما أود أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس وأن الأعشى قال في:
تبيتون في المشتى ملاءً بطونكم ... وجاراتكم غرثى بين خمائصا ولما سمع علقمة بن علاثة هذا البيت بكى وقال: أنحن نفعل هذا بجاراتنا - ودعا عليه؛ فما ظنك بشيء يبكي علقمة بن علاثة، وقد كان عندهم لو ضرب بالسيف ما قال حس! - وقد كان الراعي يقول: هجوت جماعةً من الشعراء وما قلت فيهم ما تستحي العذراء من إنشاده في خدرها.
ولما قال جرير:
فغض الطرف إنك من نميرٍ ... فلا كعباً بلغت ولا كلابا أطفأ مصباحه ونام، وقد كان بات ليلته تململ، لأنه رأى أن قد بلغ حاجته وشفى غيظه. قال الراعي: فخرجنا من البصرة فما وردنا