للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فسما لها ابن عباد وابن مسلمة المعروف بابن الأفطس، وذهبا يومئذ إلى عمارتها، فاستظهر القاضي ابن عباد في ذلك بحليفه محمد بن عد الله البرزيلي صاحب قرمونة، وجرد ابنه إسماعيل لبنائها، فسبقه ولد ان مسلمة إليها الملقب بالمظفر، وجاء مدداً لابن طيفور صاحب ميرتلة من أمراء الساحل، فنزل ابن عباد عليه بباجة، وضربت خيلة إلى ناحية يابرة والغرب فهتكت أستاراً، وخربت دياراً، واتصل الحصار بابن الافطس بباجة، وانصدع الجمع عن أسره وقتل كبار رجاله، وبعث بالأسرى إلى أبيه، وكان في جملتهم أخ لابن طيفور صلب بإشبيلية، وحبس ولد ابن الأفطس عند [٣ب] صاحب قرمونة ابن عبد الله، وبلغت هذه الغارة من ان الأفطس الغاية، وتجاوز البلاء في جهته النهاية، وهيض جناحه بأسر ابنه، ووهن ابن طيفور بقتل أخيه، وكان ابن عبد الله بقرمونة، قطب رحى الفتنة، كثيراً ما يحرض القاضي ابن عباد على الخروج إلى بلد ابن الأفطس، وإلى قرطبة، فيعما الجهات كلها تدويخاً، كلما آبا من جهة صارا إلى سواها، حتى أثرا آثاراً قبيحة، فارتفع طمع وزراء قرطبة المدبرين لها منه، لأنه كان لا يوافقهم على دعوة أموي لفرط

<<  <  ج: ص:  >  >>