الأدباء للبراعة - جمع هذه الخلال الظاهرة والباطنة إلى جود كف بارى بها السحاب. وأخبار عباد في جميع أفعاله وضروب أنحائه - عالناته وخافياته - غريبة بعيدة، وكان على تجرده في إحكام التدبير لسلطانه ذا كلف بالنساء، فاستوسع في اتخاذهن، وخلط في أجناسهن، فانتهى في ذلك إلى مدىً لم يبلغه أحد من نظرائه، قيل إنه خلف من صنوفهن السريريات خاصة نحوا من سبعين جارية، إلى حرته الحظية لديه الفذة من حلائله بنت مجاهد العامري أخت علي بن مجاهد أمير دانية، ففشا نسل عباد لتوسعه في النكاح وقوته عليه، فذكر أنه كان له من ذكور الولد نحو من عشرين ومن الإناث مثلهم؛ انتهى كلامه.
قال ابن بسام: وكان المعتضد - كما وصف - ينفث بأبيات من الشعر فيما يعن له من أمر، ورأيت ابن أخيه إسماعيل قد جمع شعر عمه هذا في ديوان، وسأجري هاهنا طرفاً منه.