للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بينهم العصمة، وضربت خيل المظفر على صاحب لبلة، فاستغاث المعتضد فلحق به خيله واقتتلت مع خيل المظفر، وكان ابن جهور كثيراً ما يوالي رسله إلى الاصطلاح بينهما، فتصدر عنهما وتخبر أن ابن الأفطس قرب إلى الملام، بامتطاء قعود اللجاج في القطيعة.

ومن النوادر المحفوظة بينهما أن المعتضد والى حربه في شهور سنة اثنتين وأربعين فعبر بلده، وفتح عدة حصون ضمها إلى عمله، وشدها برجاله، ودمر عمارات واسعة أفسد غلاتها، وأوقع رعيته ف امجاعة الطويلة، وعجز المظفر عن دفاعه شبراً واحداً فما دونه، استكانةً للحادثة التي هدت ركنه، وأفنت حماة رجاله، فاعتصم بحصنه بطليوس، ولم يخرج من خيله فارساً، وجعل يشكو به إلى حلفائه، فلا يجد ظهيراً ولا نصيراً.

فلما قضى المعتضد من تدويخ بلاده وطره، وكر راجعاً إلى إشبيلية في شوال من العام، وردت علينا بقرطبة يومئذ غريبة، وذلك أن رسول المظفر في أثر هذه الوقائع عليه يلتمس شراء وصائف ملهيات يأنس بهن، نافياً بذلك الشماتة عن نفسه، ولم يكن له عادة بمثله، فنقب له رسوله عن ذلك، وكن قد عدمن بقرطبة يومئذ، فوجد له صبيتين ملهيتين عند بعض التجار لا طائل فيهما، فاشتراهما له، وأقام رسوله يلتمس الخروج بهما فلم يستطع، لقطع خيل المعتضد جميع الطرق، فأقام مدةً بقرطبة إلى أن شيع بخيل كثيفة ومضى بهما، وأولوا

<<  <  ج: ص:  >  >>