للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هذا الاسم الميتة الثالثة، وعساها تكون إن شاء الله الصادقة، فكم قتل وكم مات، ثم انتفض من التراب، ومزق الكفن قبل نفخة الصور ووقعة الواقعة، فقد اكن مات في يد أول خالعيه محمد بن هشام بن عبد الجبار ودفن علانيةً، ثم نشر بيد واضح الصقلبي فتى بني أبي عامر ودال مديدةًن ثم قتله خالعه الثاني سليمان المستعين ودفنه خفيةً، ثم أبرز صداه علي حمود الحسني المنتزي، يذكي الطلب بثأره على الدولة، ودفنه الدفنة التي خلناها حقيقةً، فلم يلبث أن نجم حياً بإشبيلية بعد حقب، فبقي هنالك ملكاً ودال قرناً إلى أن وقعت عليه الميتة الثالثة، فما نقول ونعتقد في الفرق بين هذه الميتات المتواليات، إذ كان مائتها واحداً، وليس إلا السيوف عليها أدلة، غير إخلاص الدعاء لكلمة المسلمين في الائتلاف لما فيه الصلاح؛ انتهى ما لخصته من كلامه.

قال ابن بسام: ثم غمس المعتضد يده بعد في من كان يليه من أقتاله البازلة فصدم شرهم بشرهم، وضرب زيدهم بعمرهم؛ وقد كان عندما تسعرت نار الحرب، بينه وبين رؤساء الغرب، هادنهم على دخن، ومتح لهم حتى ضربوا حوله بعطن، ليقتلهم بسيوفهم، ويستدرجهم إلى حتوفهم، فلما استقرت قدمه بشلب، قاصية قواعد الغرب، كان أول ما بدأ به من حربهم هجومه على الحاجب ابن نوح

<<  <  ج: ص:  >  >>