الذي جذب بضبعه، وله في البكاء على أيامهم، وانتثار نظامهم، عدة مقطوعات، وقصائد مطولات، يشتمل عليها جزء لطيف، صدر عنه في صيغة تأليف، وهيئة تصنيف، ضل فيه وأضل " والذر يعذر في القدر الذي حمل " سماه ب - " نظم السلوك، في وعظ الملوك " ترجمة رائقة بلا معنى،، ليست من الغرض الذي نحاه ولا المغزى؛ على أنه كان شاعرا يتصرف، وقادرا لا يتكلف، فوفد هنالك على المعتمد وفادة وفاء، ولا وفادة استجداء، وانقطع إليه انقطاع وداد، لا انقطاع استرفاد، وله أشعار سائرة، ومعه أخبار نادرة، تدل على كرم طعمته، وبعد همته، وأنا أورد هاهنا منها ما يليق بالديوان، ويروق في السماع والعيان.
حدث الداني عن نفسه قال: لما أردت الانفصال عنه هنالك بعث إلي بعشرين مثقالا وشقة رازي بغدادي، وكتب مع ذلك:
إليك النزر من كف الأسير ... فإن تقبل تكن عين الشكور