للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

يا أبا العريان؟ قال: أجدنى صالحا، وأصبحت على ذاك قد ابيضّ منى ما كنت أحبّ أن يسودّ، واسودّ منى ما كنت أحبّ أن يبيضّ، واشتدّ منى ما كنت أحبّ أن يلين، ولان منى ما كنت أحبّ أن يشتدّ، ثم قال:

إنى سأنبيك بآيات الكبر ... تقارب المشى وضعف فى البصر

وقلة النوم إذا الليل اعتكر ... وقلة الطّعم إذا الزاد حضر

وتركى الحسناء فى قبل الطّهر ... وكثرة النسيان فيما يدّكر

والناس يبلون كما يبلى الشجر ... فهذه أعلام آيات الكبر

وقال أعرابى:

لا بارك الله على وجه الكبر ... فإنه يأمر للمرء بشرّ

وخبث ريح وبياض فى الشّعر

وقال آخر «١» :

إنى وإن أفنى الزمان نحضى «٢» ... وأسرعت أيامه فى نقضى

بمنحفات وأمور تمضى «٣» ... حتّى حنت طولى وضمّت عرضى

وابتزّنى بعضى وأبقى بعضى ... وقصرت رجلاى دون الأرض

وهمّ أهل ثقتى برفضى ... ينفع حبّى ويضرّ بغضى

وقال آخر:

قد صرت يا عمرو كأنّى نقض ... تسوّر الشّيب وخفّ النّحض «٤»

وصار قدّام قيامى نهض ... وصار لا يحمل بعضى بعض

<<  <   >  >>