للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

مرتبة خير الناس "خيركم من تعلم القرآن وعلمه" رواه البخاري. فعمله ليس كسائر الأعمال ومادته ليست- كما ينظر إليها للأسف كثير من المدرسين- مجرد مادة نجاح أو رسوب، إنما هي مادة الدعوة إلى الله، فليحبب المادة إلى طلابه ولا يجعلها جافة بتحويل حصص القرآن إلى مجرد حفظ آيات دون فهمها، وحصص السيرة إلى مجرد حفظ بعض التواريخ والسنين والأعداد وأسماء الغزوات والأشخاص، وسرد الأحداث سردا عقيما، وإنما يشرح آيات القرآن بما يجعل الطالب يفهمه ويحسن تذوقه ويبين له الدروس والعبر التي نستفيدها من الآيات وكيف نطبق القرآن في حياتنا وكيف نتخلق بأخلاقه كما قالت السيدة عائشة رضي الله عنها حين سئلت عن خلق الرسول صلى الله عليه وسلم: "كان خلقه القرآن"١، فلا يخوض مثلا في توضيح المسائل اللغوية فقط وشرح الآيات شرحا دون أن يشير إلى التطبيق العملي لهذه الآيات وربطها بحياتنا في الوقت الحاضر، فالناس اليوم ليسوا في حاجة إلى ثقافة إسلامية نظرية بقدر ما هم في حاجة إلى توجيههم ليكونوا إسلاما متحركا على وجه الأرض، وهنا يأتي دور السيرة العطرة لإعطاء الأمثلة العملية الحية التي تملأ القلب إيمانا وحماسة وتبعث على تقليد هذه الأمثلة البشرية الرائعة، فإن للقصص تأثيرا عميقا في النفوس ليس للمقالات و {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُولِي الأَلْبَابِ} ٢.

٥- مدرس الرياضيات يستطيع أن يوضح المفاهيم الرياضية بأمثلة إسلامية كأن يوضح مفهوم المجموعات بمجموعة خلفاء المصطفى صلى الله عليه وسلم أو مجموعة أمهات المؤمنين ولتوضيح كيفية حساب النسب الرياضية يشرح أمثلة حساب زكاة الأموال وحساب المواريث، وحين تدريس فرع الإحصاء


١ رواه أحمد ومسلم وأصحاب السنن
٢ سورة يوسف آية ١١١

<<  <   >  >>