للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فظهر الجمع بين اللبسين في زمان الشبلي وابن خفيف إلى هلم جرا، فجرينا على مذهبهم في ذلك فلبسناها من أيدي مشايخ جمة سادات بعد أن صحبناهم ونادينا بهم ليصبح اللباس ظاهرا وباطنا، ومذهبنا في لباس مريدي التربية هو على غير ما هو عليه اليوم الأمر وذلك أن الشيخ المربي ينظر في حال المريد الذي يريد أن يلبسه فأي حال يكون للمريد فيه نقص فإن الشيخ يتلبس بذلك الحال حتى يتحقق به ويغمره فتسرى قوة ذلك الحال في الثوب الذي يكون على الشيخ فيجرده في // ٢٢٥ // الحال ويكسوه ذلك المريد فيسري فيه سريان الخمر في أعضائه فيغمره ويتم له الحال وهذا اليوم عزيز فلما قصرت همم الناس عن مثل ما ذكرناه رجعوا إلى منزلة العامة لكنهم شرطوا فيه شروطا وشروط هذه الخرقة المعروفة على صورة ما أظهر الحق من ستر السوءة فتستر سوءة الكذب بلباس الصدق وتستر سوءة الخيانة بلباس الأمانة وسوءة الغدر بلباس الوفاء وسوءة الربا بخرقة الإخلاص وسوءة سفساف الأخلاق بخرقة مكارم الأخلاق وسوءة المذام بخرقة المحامد وكل خلق دنيء بخرقة كل خلق سني وترك الأسباب بتوحيد التجرد والتوكل على الأكوان بالتوكل على الله وكفر النعمة بشكر المنعم ثم تتزين بزينة الله من ملابس الأخلاق المحمودة مثل الصمت عما لا يعنيك وغض البصر عما لا يحل النظر إليه وتفقد الجوارح بالورع // ٢٢٦ // وترك سوء الظن بالناس وتصفح ما مضت به الأيام من أفعالك وما سطرته أقلام الكتبة الكرام عليك والقناعة بالموجود وعدم التشوف إلى طلب المزيد إلا من أفعال الخير وتفقد أخلاق النفس ومعاهدة الإستغفار ةقراءة القرآن والوقوف مع الآداب النبوية وتعرف أخلاق الصالحين والمنافسة في الدين وصلة الرحم وتعهد الجيران بالرفق وبذل العرض وقد رغب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله في ذلك بقوله عليه أفضل الصلاة والسلام ألا يستطيع أحدكم أن يكون كأبي ضمضم كان إذا أصبح يقول اللهم إني تصدقت بعرضي على عبادك وسخاوة

<<  <   >  >>