كتاب الجواهر الغوالي في ذكر الأسانيد العوالي للبديري

الجواهر الغوالي في ذكر الأسانيد العوالي للبديري - مخطوط - ص: 127

وسلم في المنام في رؤيا رأيتها في حق شخص وقع في بعض شيوخه فأبغضته فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام وقال لي لم أبغضت فلانا فقات له لبغضه ووقوعه في شيخه فقال عليه أفضل الصلاة والسلام ألست تعلم أنه يحب الله ويحبني قلت له بلى قال: فلم لا تحبه لحبه إياي وأبغضته لبغضه شيخنك فقلت له يا رسول الله من الساعة فما أحسنك من معلم لقد نهيتني عن أمر كنت عن مثله غافلا فلا تفرح بما ينتشر في العامة من ذكرك بما تحمد وإن كنت عليه فإنك لا تدري هل يبقى عليك أو يسلب عنك ولا تتميز عن المؤمنين بخلق غريب محمود يعرف منك إلا أن كنت ممن يقتدى به ولا تظهر الخشوع في ظاهرك بجمع أكتافك وأطرافك إلى الأرض إلا أن تكون في // ٢٣٠ // باطنك كذلك ولا تحب التكاثر من الدنيا ولا تبال بجهل من جهل قدرك بل ينبغي أن لا يكوم لنفسك عندك قدر ولا ترغب لإنصات الناس لكلامك ولا تجزع من الجواب بما لا يسرك في حقك واصبر للحق ومع الحق واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر وانصف من نفسك ولا تطلب الإنصاف من أحد في حقك وسلم على المؤمنين ابتداء ورد السلام على من سلم عليك وإياك والطعن في الأغنياء إذا بخلوا وعلى أبناء الدنيا إذا تنافسوا فيها ولا تطمع فيما في أيدي وادع للملوك وولاة الأمر ولا تدع عليهم وأن جاروا وجاهد نفسك وهواك فإنه أكبر أعدائك ولا تكثر الجلوس في الأسواق// ٢٣١ // ولا المشي فيها وكف ضررك عن أئمة الدين واترك الشهادة على أهل القبلة بما يؤدي عند السامعين إلى الخروج منها والإمساك عن الخوض في الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا وترك المراء في القرآن والقدر وترك مجالسة أهل الهوى والبدع القارحة في الدين والملك وعليك بإخراج الحرص والحسد والعجب من قلبك