للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إيمانك (١) .. مصداق هذا الحديث قوله تعالى: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ}، ومقدم على حب الوالد والولد كما أخرج البخاري (٢) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «فوالّذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبّ إليه من والده وولده».

بل لا بدّ أن تكون محبته مقدّمة على الأهل والمال والناس أجمع، أخرج مسلم (٣) من حديث أنس - رضي الله عنه. قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من أهله وماله، والناس أجمعين»

فالمتأمل فيما تقدم من الأحاديث يجد أنواع المحبّة؛ فالمحبة إما محبة إجلال وتعظيم كمحبة الوالد، وإما محبة تحنن وود كمحبة الولد، وإما محبة لأجل الإحسان وصفات الكمال كمحبة الناس بعضهم بعضا، وإما محبة غنا كمحبة المال، وإما محبة بقاء كمحبة النفس، ولا يؤمن العبد حتى يكون حب الرسول -صلى الله عليه وسلم- عنده أشد من هذا المحابّ كلها،


(١) عمدة القارئ (٢٣/ ١٦٩)
(٢) (١/ ١٤) ١٥.
(٣) (١/ ٦٧) ٤٤.

<<  <   >  >>