للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

في مالك، وسلمتهم نفسك، فما أعجب حالك، كيف تستبدل الذي هو أدني بالذي هو خير، وتقرأ {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا} واعلم أنك متى أرضيت الله أرضى عنك الناس كلهم ولو سخطوا، وإن ابتغيت رضاهم بغضب الله غضب الله عليك وأغضب عليك الناس ولو رضوا، فأحكم معيارك، واجعله رضا ربك، تفز بإذن مولاك، بوركت، وبورك عملك.

٤ - هل اشتقت له؟! وتمنيت صحبته؟!

لا ريب أن غاية المحب أن يرى محبوبه، وأن يحظى بصحبته، وأن يكحل عينه برؤيته حتى ولو كانت هذه الرؤيا مقابل بذل المال والأهل، ولقد نص على هذه العلامة رسولنا -صلى الله عليه وسلم- فيما أخرجه مسلم (١) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه. أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من أشد أمتي لي حبا ناس يكونون بعدي يود أحدهم لو رآني بأهله وماله» ..

وقد وصف رسول -صلى الله عليه وسلم- أهل هذه العلامة من الأمة بأنهم من أشد الناس محبة الرسول الله، ولا يقدر حق هذه الأمنية إلا


(١) (٨/ ١٤٥).

<<  <   >  >>