ولعلي هنا أشحذ همّتك لتحرص على تتبع آثار رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وتجتهد في طلبها وتحرص على سماعها، وقتم بجمعها وتنتسب إليها وتتعرف على آداب هذا الفن قبل الولوج ببابه، ولا شكّ أنّ على طالب العلم بعد الإنتهاء من حفظ كتاب الله أن يحرص على حفظ سنّة رسول الله، إذ أنّها أسّ الشريعة وقاعدتها، يقول الله تعالى:{وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} ويقول: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى}
يقول البخاري. رحمه الله - «أفضل المسلمين رجل أحيا سنة من سنن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد أميتت، فاصبروا يا أهل السنن رحمكم الله؛ فإنكم أقلت الناس»
قال البغدادي: «قول البخاري: إن أصحاب السنن أقل الناس، عنى به الحفّاظ للحديث، العالمين بطرقه، المميزين لصحيحه من سقيمه، وقد صدق - رحمه الله. لأنك إذا اعتبرت لم تحد بلدة من بلدان الإسلام يخلو من فقيه أو متفقه يرجع أهل مصره إليه ويعولون في فتاواهم عليه، وتجد الأمصار الكثيرة خالية من صاحب حديث