قُرّاءه بمطالعته، وقد وضع المؤلف أصابعه الرشيقة على التفصيلات كلها، فأبصر الموضوع من جميع زواياه، وما يهبه للروح من سعادة واطمئنان وأحلتك على مليء ومن أحيل على مليء فليحتل، وأختم هذه الفقرة بفائدة قيّمة من كتاب ابن القيم (١) - رحمه الله. يقول فيها:
«الصلاة عليه -صلى الله عليه وسلم- من العبد دعاء ودعاء العبد وسؤاله من ربّه نوعان:
أحدهما: سؤاله حوائجه، ومهماته، وما ينوب فيه الليل والنهار، فهذا دعاء وسؤال، وإيثار المحبوب العبد ومطلوبه ..
والثاني: سؤاله أن يثني على خليله وحبيبه، ويزيد في تشريفه وتكريمه، ولا ريب أنّ الله تعالى يحبّ ذلك، و
رسوله يحبّه، فالمصلّي عليه، قد صرف سؤاله، ورغبته، وطلبه إلى محابّ الله ورسوله، وآثر ذلك على طلبه حوائجه ومحابّه، وآثر ما يحبه الله ورسوله على ما يحبه هو، والجزاء من جنس العمل، فمن آثر الله على غيره، آثره الله على غيره»