للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الصَّادِقُونَ} وتأمل حصر الإيمان بأداة الحصر {إِنَّمَا} في من آمن بالله ورسوله، ثم لم يشك أو يتزلزل بل ثبت على حال واحده وهي التصديق المحض، ثم جاء بذل المال والنفس في سبيل الله، فكان الجزاء أن أشار إليهم: {أُولَئِكَ} لما فيه من معنى بعدهم في الفضل والأجر، وعقبه التزكية {هُمُ الصَّادِقُونَ} أي الذين صدق فعلهم قولهم ..

بل حكم الله بكفر من لم يؤمن برسوله وحذره من سعيره فقال سبحانه: {وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا}

وأخرج مسلم (١) من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار» ..

وأخرج أيضا (٢) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ويؤمنوا بما جئت به، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دمائهم أموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله»


(١) (١/ ٥١).
(٢) (٣/ ٦٥) ٤٤٠٧.

<<  <   >  >>