قَالَ المُصَنّف: دلّت السَّمَاء على الْمَرَض الشَّديد وعَلى الْمَوْت لكَون الْأَرْوَاح تطلع إِلَيْهَا، وَلكَون الصاعد إِلَيْهَا غَابَ عَن عُيُون أهل الأ {ض، ولكونه فَارق الأَرْض وَمن عَلَيْهَا فَأشبه الْمَيِّت. وَالنُّزُول ضد ذَلِك. وَدلّ على معاشرة الأكابر والرفعة لعلو الطالع، ولكونها مقرّ الْحَاكِمين على أهل الأَرْض المتصرفين - لَهُم وَفِيهِمْ - بالمسرة والمضرة. ودلت على الْأَسْفَار لِأَن الطائرات فِي السَّمَاء يرجعن فِي غَالب الْأَحْوَال ينزلن إِلَى الأَرْض. ودلت على الْبحار والمياه لِأَنَّهَا مَعْدن الغيوم والأمطار. وَرُبمَا دلّت على معاشرة أَرْبَاب النيرَان، وتدل على الْأَمَاكِن الغريبة. كَمَا قَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت أنني طلعت إِلَى السَّمَاء وَبقيت أتفرج فِي كواكبها وَمَا فِيهَا، قلت لَهُ: عبرت إِلَى دَار فِيهَا تصاوير، قَالَ: نعم. وَمثله قَالَ آخر، قلت: أَنْت تعرف النجامة، قَالَ: نعم. وَمثله قَالَ آخر، قلت: عبرت إِلَى مَكَان فِيهِ قناديل وسرج تتفرج، قَالَ: نعم. وَمثله قَالَ آخر، قلت: عبرت تطلب مطلباً فَلم تَجِد شَيْئا، قَالَ: نعم. وَمثله قَالَ آخر، قلت: عبرت مَكَانا تجْرِي مِنْهُ الْمِيَاه، قَالَ: نعم. وَمثله قَالَ آخر، قلت: عبرت بستاناً مزهراً، قَالَ نعم. فَافْهَم ذَلِك.
[٤١] فصل: الشَّمْس، وَالْقَمَر: كل وَاحِد مِنْهُمَا دَال على الْجَلِيل الْقدر. كالملوك، والولاة، والآباء، والأزواج، وَالْأَبْنَاء، والأقارب، وَالْأَمْوَال،
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute