للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٧٠] فصل: فَإِن كَانَت الشَّجَرَة سهلة التَّنَاوُل كَانَ الَّذِي دلّت عَلَيْهِ سهلاً قريب الرَّاحَة، وَإِن كَانَت صعبة أَو لَهَا شوك أَو مرّة الثَّمَرَة أَو تالفة الثَّمر كَانَ من دلّت عَلَيْهِ بخيلاُ أَو شرس الْخلق أَو خَبِيث المكاسب. قَالَ المُصَنّف: فَإِن قصد أَن يكون لَهَا شوك لينْتَفع بِهِ فِي تحويط حَائِط أَو ليدفع بِهِ ضِرَارًا أَو طلب الحنظل للتداوي أَو لنفع وَطلب حموضة الرُّمَّان فَوجدَ ذَلِك وَشبهه على مَا قَصده كَانَ فِي هَذِه الْأَحْوَال جيدا يبلغ مُرَاده وَيصير ذَلِك كَالرّجلِ الْجيد الَّذِي يُوجد عِنْده مَا يَقْصِدهُ، وَأما إِن وجد ذَلِك حلواً أَو بِلَا شوك كَانَ ذَلِك ردياً كَمَا لَو خَافَ أَن يكون مرا أَو حامضاً فَوَجَدَهُ حلواً أَو لَا شوك لَهُ كَانَ ذَلِك ردياً كَمَا لَو خَافَ أَن يكون مرا أَو حامضاً فَوَجَدَهُ حلواً أَو لَا شوك لَهُ كَانَ من حكم إنصلاح المفسود وَوُجُود الضائع وَالصُّلْح مَعَ الْأَعْدَاء والأمن فِي مَوضِع الْخَوْف وَنَحْو ذَلِك.

[٧١] فصل: وَأما من غرس شَجَرَة مليحة لنفع النَّاس فَإِن كَانَ الغارس عَالما: صنف كتابا أَو انْتفع النَّاس بِعُلُومِهِ، وَإِن كَانَ عابداً: انْتفع النَّاس ببركته، وَإِن كَانَ تَاجِرًا: رُبمَا وقف وَقفا. وَبِالْعَكْسِ من ذَلِك لَو غرس شَجَرَة ردية أَو فِي مَكَان يضيق على النَّاس. قَالَ المُصَنّف: انْظُر إِذا رأى كَأَنَّهُ غرس نبتاً فِي غير وَقت الْغِرَاس كَانَ الَّذِي دلّ عَلَيْهِ قَلِيل الثَّبَات من خير وَشر وَإِن غرسها وَمثلهَا لَا يعِيش إِلَّا بالسقي فغرسها فِي أَرض لَا مَاء فِيهَا كَانَ ذَلِك أَيْضا قَلِيل الْبَقَاء ونكداً لمن

<<  <   >  >>