للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لَهُ مَرِيضا بذلك الْمَرَض تعافى من ذَلِك الْمَرَض، وَإِن كَانَ يضرّهُ كَانَ دَلِيلا على طول مَرضه، وَإِن كَانَ الْمَالِك لَهُ صَحِيحا فَهُوَ إنذار لَهُ بِمَرَض يحْتَاج فِي مداواته إِلَى مثل ذَلِك الْحجر الْمَذْكُور. ودلوا على الْعلمَاء لأَنهم أطباء الْأَحْكَام، ودلوا على أَرْبَاب الجاه لعلوهم فِي جنسهم، ودلوا على المعايش والفوائد لِكَثْرَة أثمانهم ورغبة النَّاس فِي منافعهم وفوائدهم فَافْهَم ذَلِك. وَإِنَّمَا يدلوا على الْأَمْوَال وَالنعَم إِذا ملكهَا من مَوَاضِع تلِيق بهَا، وَأما إِذا رأى ذَلِك فِي مَوضِع لَا يصلح لَهُ مثل عَملهَا فِي العصائب أَو العمائم أَو الكوافي أَو فِي الْحلِيّ أَو فِي السقوف دون الْحِيطَان أعْطى النكد وَوضع الشَّيْء فِي غير مَحَله. وَكَذَلِكَ لَو رأى الْجَوَاهِر فِي الأرجل أَو الْأَرَاضِي أَو فِي أسافل القماش دون مَوْضِعه وَنَحْو ذَلِك دلّ على مَا ذكرنَا، وعَلى زَوَال منصب من دلوا عَلَيْهِ، فَافْهَم ذَلِك إِن شَاءَ الله.

[٨٩] فصل: وَأما من أكل الْحِجَارَة أَو الرمل أَو التُّرَاب أَو الْخشب وَنَحْوهم فَإِن صَار فِي فَمه طيبا أَو عسلاً أَو خبْزًا وَنَحْو ذَلِك وَلم تؤذه فَذَلِك أرزاق وفوائد مِمَّن دلوا عَلَيْهِ، أَو من زراعات أَو أَمْلَاك أَو تِجَارَات أَو معيشة، وَبِالْعَكْسِ من ذَلِك لَو لم يَكُونُوا فِي فَمه كَمَا ذكرنَا، أَو كسروا أَسْنَانه، أَو جرحوا فَمه، دلّ على الأنكاد والفقر والتعب وَنَحْو ذَلِك. قَالَ المُصَنّف: وَرُبمَا دلّ أكل الرمل على أَنه يُفِيد من عمل الزّجاج، وَأكل التُّرَاب من عمل الْحَدِيد، والخشب من الثِّمَار والحطب، وَأكل الْحِجَارَة لِذَوي الأقدار فَائِدَة من الْبلدَانِ والقرى والقلاع، وَنَحْو ذَلِك.

<<  <   >  >>