آخر: رَأَيْت كأنني أكلت جنَاح طَائِر بريشه فِي الْمَنَام، قلت لَهُ: أبعت قلع مركب وأكلت ثمنه، قَالَ: صَحِيح. وأشبهت السفن الْمُلُوك لِسَلَامَةِ الراكبين فِيهَا من الشدائد وَالْغَرق، وأشبهت الزَّوْجَة لحملها فِي بَطنهَا وَخُرُوج النَّاس مِنْهَا كولادة الْأَوْلَاد، وأشبهت المعايش لحملها الْمَأْكُول والمشروب والملبوس وَنَحْو ذَلِك فِيهَا وَبيع النَّاس لذَلِك وربحهم وانتفاعهم بِهِ، وتشبه أَيْضا الدكاكين والمخازن / الَّتِي فِيهَا من كل نوع، وأشبهت الطُّيُور والحيوانات، كَمَا قَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت كَأَن عِنْدِي ديكاً وَقع فِي مَاء فغرق، قلت لَهُ: لَك مركب مليح، قَالَ: نعم، قلت: يغرق، فَجرى ذَلِك.
[١٠٢] فصل: فَمن رأى أَنه ركب سفينة وانكسرت بِهِ أَو أَنَّهَا نَاقِصَة الْعدة: نقص من غلمانه أَو من أَوْلَاده أَو دوابه على قدر النَّاقِص، أَو يَمُوت من نسب إِلَيْهِ ذَلِك، أَو تبطل بعض فَائِدَته. وَأما إِن كَانَت مليحة أَو جَدِيدَة: انصلح ذَلِك كُله. قَالَ المُصَنّف: اعْتبر نقص الْفَائِدَة على مَا يَلِيق بالرائي فِي ذَلِك الْوَقْت كَمَا قَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت عِنْدِي مركبا وَقد انْكَسَرت، قلت: عنْدك جَارِيَة حَامِل، قَالَ: نعم، قلت: إِن كَانَ وَقع مَا فِي الْمركب أسقطت وَإِلَّا فَلَا. وَمثله رأى آخر، قلت: كَانَت الْمركب جَدِيدَة، قَالَ: نعم، قلت: أَي شَيْء كسرهَا، قَالَ: حجر، قلت: عنْدك بكر من النِّسَاء نخشى عَلَيْهَا زَوَال بَكَارَتهَا، فَمَا مضى إِلَّا قَلِيلا وَذكر أَن ذَلِك جرى. وَمثله رأى آخر قلت: عنْدك إِنَاء ملآن، قَالَ: نعم، قلت: ينكسر، فَجرى ذَلِك.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute