للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مدبغة، فجَاء كلب فَأَكله، قلت: عزمت على تطرية ثوب أَو غسله، قَالَ: نعم، قلت: يسرق مِنْك، فَجرى ذَلِك. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني خلعت جلدي وَسيرَته إِلَى المدبغة، قلت لَهُ: تَمُوت وَيروح مَالك إِلَى الحشرية، فَجرى ذَلِك. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني جِئْت دباغاً ليدبغ جلدي، قلت: تمرض وتطلب طَبِيبا، فَجرى ذَلِك.

[١٤٦] فصل: وَأما من عبر إِلَى هَذِه الْأَمَاكِن، أَو تلوث بِدَم أَو طين، أَو رَائِحَة ردية، أَو اخترق بِنَار، وَنَحْو ذَلِك: حصل لَهُ نكد من كَبِير، أَو من ولد، أَو أقَارِب، أَو من زوج، أَو تنكد من مُسَافر، أَو من زَانِيَة، أَو تعطلت مكاسبه، وَنَحْو ذَلِك. قَالَ المُصَنّف: أعْطه من الْأَحْكَام على قدر مَا تنكد من هَذِه الْأَمَاكِن. كَمَا قَالَ لي إِنْسَان: أدخلت يَدي تَحت رحاة تَدور فأتلفتها، قلت: تدخل روحك بَين اثْنَيْنِ بِمَا لَا يَلِيق تتنكد مِنْهُم. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أَن ذكري تلوث بِدَم من مَكَان جزار وَأَنا ألعق ذَلِك الدَّم، قلت: أَنْت تفْسد من دَار جرائحي أَو فاصد ويعطوك أُجْرَة، وَهِي حرَام، قَالَ: صَحِيح، وَأَنا تائب. وَقَالَ آخر: رَأَيْت خياطاً / عمل على رَأْسِي كوفية مليحة وخيطها فِي حلدة رَأْسِي وتألمت من ذَلِك، قلت: عمل عَلَيْك إِنْسَان كَاتب فِي الِاجْتِمَاع بِامْرَأَة، إِمَّا بتزويج أَو غَيره، وتألم خاطرك، وتطلب الْخَلَاص مَا تقدر عَلَيْهِ، قَالَ: نعم.

[١٤٧] فصل: وَأما من بنى بَيْتا، أَو دَارا، بِنَاء مليحاً: حصل لَهُ من الْخَيْر على مَا ذكرنَا، على مَا يَلِيق بِهِ. وَرُبمَا كَانَ ذَلِك للْفَقِير ثوب، أَو كسْوَة. وَأما

<<  <   >  >>