النَّاس بهم وَطول بقائهم عِنْده، وعَلى الْغنى لِأَن ذَلِك لَا يعْمل إِلَّا بعد فَضله وغنى عَنهُ، وَيدل على الْأَعْمَال لِأَنَّهُ غَالِبا من أَعمال الرَّائِي إِمَّا بِنَفسِهِ أَو بِامْرَأَة، وعَلى الْعِزّ والجاه لِأَن ذَلِك غَالِبا مُخْتَصّ بذوي الْقدر، وعَلى المعايش لكَوْنهم يباعوا، وعَلى العبيد لخدمتهم لمالكهم بِاسْتِعْمَالِهِ لذَلِك، وعَلى الدّور لكَون الْأَعْضَاء تعبر فِي ذَلِك. ودلت الحياصة على الْخدمَة لِأَنَّهَا غَالِبا لَا تكون إِلَّا فِي وسط من يخْدم، والبطال لَا يلبس ذَلِك، وعساكر وغلمان لمن يصلح لَهُ ذَلِك لكَونه يشد وَسطه بهَا، وَمِنْهَا الأعمدة الواقفة إِلَى جَانب بَعْضهَا بعض كالجيوش والغلمان، وعَلى جهاز الْمَرْأَة لِأَنَّهَا مُؤَنّثَة، وعمدها والتعاليق كالسيور والأواني المصفوفة والمعلقة، وتدل أَيْضا للْمَرْأَة على زَوجهَا وللرجال على ملبوسه. وَقَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت كَأَن فِي عنقِي ... لَازِما، قلت لَهُ: فِي رقبتك حق لإِنْسَان وسيلازمك فِي طلبه، فَقَالَ: صَحِيح. وَقَالَ آخر: رَأَيْت كَأَن فِي رجْلي خلخالاً، قلت: تتخلخل رجلك بألم، فَكَانَ كَذَلِك. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أَنِّي قد سرق لي خلخال، قلت: يعْدم لَك قبقاب، أَو مداس لَهَا صَوت. وَقَالَ آخر: رَأَيْت كَأَن فِي يَدي خلخالاً وَآخر قد مسكه وَأَنا ماسكه وأزعق عَلَيْهِ وَأَقُول أترك خلخالي فَتَركه، قلت: فَكَانَ الخلخال أملس فِي يدك، قَالَ: بل كَانَ تألمت مِنْهُ مرّة بعد مرّة وَفِيه شراريف، قلت: أمك شريفة وَكَذَلِكَ خَالك، وَأَنت
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute