للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قَالَ المُصَنّف: اعْتبر الْخَوْف هَل هُوَ من بني آدم؛ أَو من غَيرهم، أَو خَافَ أَن يُدْرِكهُ غَرِيمه؛ أَو يفوتهُ بهربه، فاحكم عَلَيْهِ بِمَا يَلِيق بِهِ. كَمَا رأى إِنْسَان أَن غزالة تطلبه وَهُوَ هارب مِنْهَا وَصلى صَلَاة الْخَوْف، قلت: تُسَافِر من خوف امْرَأَة. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني صليت كَذَلِك من خوف أَشجَار تطلبني، قلت: تهرب من ضَمَان بُسْتَان أَو ثمن خشب أَو فواكه، فَكَانَ كَذَلِك. وَقَالَ آخر: رَأَيْت كأنني صليت صَلَاة الْخَوْف فِي طلب نُجُوم تهرب مني حَتَّى أمسك وَاحِدًا مِنْهُنَّ، فَقلت لَهُ: لَك على أحد من أَرْبَاب / نجامة حق وَقد هرب مِنْك، قَالَ: نعم، قلت إِن كنت مسكت مِنْهُنَّ شَيْئا حصل لَك قصدك وَإِلَّا فَلَا. وَمثله قَالَ آخر، قلت لَهُ: لَك حق على منجم بأشهر وَقد اسْتحق وَهُوَ يهرب مِنْك، فَكَانَ كَذَلِك. وَأما الصَّلَاة من خوف الله تَعَالَى تدل على الْأَمْن وَالظفر بِالْحَاجةِ فَافْهَم ذَلِك. وَاعْتبر صَلَاة الْكُسُوف. كمن رأى أَن الثريا انكسفت، قلت لَهُ: تسْعَى فِي خلاص امْرَأَة من شدَّة. وَقَالَ آخر: رَأَيْت الهقعة كسفت وَصليت لذَلِك، قلت: يذهب لَك ميزَان، ثمَّ تَلقاهُ. وَمثله قَالَ آخر، قلت: يعْدم لَك صَغِير ثمَّ مليقيه، فَكَانَ كَذَلِك، لِأَنَّهَا كالميزان عِنْد الْعَامَّة وشكلها كَابْن آدم. فَافْهَم ذَلِك.

[٢٠٢] فصل: الصّيام: يدل على مَا دلّت الْعِبَادَات عَلَيْهِ. وَهُوَ لمن يطْلب سفرا: بطالة من سَفَره، أَو شدَّة يلقاها فِي سَفَره. وَيدل على عَافِيَة

<<  <   >  >>