للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عيينة١، عن محمد بن المنكدر٢، قال: "إن العالم٣ بين الله، وبين خلقه، فلينظر كيف يدخل بينهم"٤.

وفيما نرويه٥ عن سهل بن عبد الله التستري٦، وكان رضي الله عنه أحد الصالحين المعروفين بالمعارف والكرامات أنه قال: "من أراد أن ينظر إلى مجالس الأنبياء عليهم السلام، فلينظر إلى مجالس العلماء، يجيء الرجل٧ فيقول: يا فلان أيش تقول في رجل حلف على امرأته بكذا وكذا؟ فيقول: طلقت امرأته, وهذا مقام الأنبياء فاعرفوا لهم ذلك ... ".

ولما ذكرناه هاب الفتيا من هابها من أكابر العلماء العاملين وأفاضل السابقين٨، والخالفين، وكان أحدهم لا تمنعه شهرته بالأمانة، واضطلاعه بمعرفة المعضلات في اعتقاد من يسأله من العامة من أن يدفع بالجواب، أو يقول: لا أدري، أو يؤخر الجواب إلى حين يدري.


١ هو "الإمام الحافظ أبو محمد سفيان بن عيينة بن ميمون الهلالي، الكوفي، الأعور، ثقة حافظ إمام حجة، توفي بمكة سنة ثمان وتسعين ومائة"، ترجمته في: تاريخ بغداد٩/ ١٧٤، تذكرة الحفاظ: ١/ ٢٦٢، الحلية: ٧/ ٢٧٠، التقريب: ١/ ٣١٢.
٢ هو "الإمام شيخ الإسلام، أبو عبد الله محمد بن المنكدر بن الهدير التيمي، ثقة فاضل، توفي سنة ثلاثين ومائة، وقيل: بعدها"، ترجمته في: تذكرة الحافظ: ١/ ١٢٣، تهذيب التهذيب: ٩/ ٤٧٣، التقريب: ٢/ ٢١٠.
٣ في ج "العلماء".
٤ الفقيه والمتفقه: ٢/ ١٦٨.
٥ في ف وج "يرويه".
٦ هو "شيخ العارفين، أبو محمد سهل بن عبد الله بن يونس، التستري، الصوفي الزاهد، قال الذهبي: له كلمات نافعة، ومواعظ حسنة، وقدم راسخ في الطريق، توفي سنة ثلاث وثمانين ومائتين"، ترجمته في: طبقات الصوفية للسلمي: ٢٠٦, الحلية: ١٠/ ١٨٩، المنتظم: ٥/ ١٦٢، سير أعلام النبلاء: ١٣/ ٣٣٠، طبقات الأولياء: ٢٢٢، شذرات الذهب: ٢/ ١٨٢.
٧ في ج "رجل يقول".
٨ في ف وج "السابقين".

<<  <   >  >>