للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صحة، وقد قال مسلم في مقدمة صحيحه (١) .... عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كفى بالمرء بالمرء كذبًا أن يحدث بكل ما سمع» … وفي الصحيحين (٢)، عن المغيرة بن شعبة: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن قيل وقال»، أي الذي يكثر من الحديث عما يقول الناس من غير تثبت، ولا تدبر، ولا تبين.

ولنذكر ههنا حديث عمر بن الخطاب المتفق على صحته (٣) حين بلغه أن رسول الله لا طلق نساءه، فجاء من منزله حتى دخل المسجد فوجد الناس يقولون ذلك، فلم يصبر حتى استأذن على النبي لا فاستفهمه أطلقت نساءك؟! فقال: «لا» فقلت عمر: الله أكبر، وذكر الحديث بطوله.

وعند مسلم قال: فقلت: أطلقتهن؟ فقال: «لا» فقمت على باب المسجد فناديت بأعلى صوتي، لم يطلق رسول الله لا نساءه، ونزلت هذه الآية {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى


(١) (١/ ٨) ٧
(٢) البخاري كتاب الرقاق/ باب: ما يكره من قيل وقال (٦/ ٢٩٤) ٦٤٧٣، ومسلم كتاب الأقضية (٥/ ١٣٠) ٤٥٨٣.
(٣) البخاري كتاب العلم/ باب التناوب في العلم (١/ ٩٣) ٨٩، ومسلم كتاب الطلاق (٤/ ١٨٨) ٣٧٦٤.

<<  <   >  >>