للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إخبار عن غيب) (١).

والمتأمل لما سبق من الأحاديث يقف على موقف المؤمن وقت الفتنة، إنه الشخص الحذر المتحفظ الذي لا يطلق الكلمات لإيمانه بأن الله سائله عنها، وأن الكلمة سلاح يستخدم لشق صف الجماعة المسلمة، وتمزيق وحدتها، ولا يرضى المؤمن لنفسه أن يكون وسيلة يستخدمه الأعداء لبث الإشاعة ونشرها لا سيما في عصرنا الحالي الذي تنتقل الكلمة فيه بسرعة هائلة عبر وسائل الاتصال السريع.

ولو أننا تأدبنا بما جاء في كتاب الله وسنة رسول الله عند ورود أي خبر لكانت العاقبة الحسنة في الدنيا والآخرة، يقول تعالى: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا} (٢).

يقول ابن كثير في تفسير الآية: « .... إنكار على من يبادر إلى الأمور قبل تحققها فيخبر بها ويفشيها وينشرها، وقد لا يكون لها


(١) عزاه له صاحب عون المعبود: ١١/ ٣٤٦، وفيض القدير: ٤/ ١٠١، وتحفة الأحوذي: ٦/ ٤٠٣.
(٢) سورة النساء: ٨٣.

<<  <   >  >>